الاثنين، 10 أغسطس 2009

فأر في الزاوية


فأر في الزاوية




تخيلو أعزائي لو وضعنا فأرين في صندوق صغير عبارة عن متر مربع وانتم تعلمون ان الصندوق المتري المربعي الذي اتحدث عنه
مربع الشكل (شيء جميل) والمربع عبارة عن اربع مستقيمات
متوازيه ومتسوايه عند التقاء كل مستقيم مع مستقيم اخر في نفس المربع تكون هنالك زاوية
اذا لدينا اربع زوايا
وبما ان الموضوع بين فأرين
(فأر مؤمن و فأر ملحد) أذاُ سنأخذ من هذا المربع زاويتين من أصل أربع زوايا
ونضع هذان الفأران (المؤمن والملحد) في زاوية
وفي هذا الصندوق المربع الشكل سنجعل السقف الاعلى ينزل تدريجياُ للأسفل لدرجه انه في لحظه ميعنة سيلتصق السقف الاعلى
بالارضيه مما يؤدي الى سحق الفأرين سواء كانو كلاهما مؤمنين او ملحدين ام مشكل
هذان الفأران سيلاحظان ان السقف بدا يقترب من جهتهما مما يسبب لهم الذعر والخوف كون هذة القوارض تعتبر من الثديات ولديها ادمغة متطورة والاحساس بالخوف من صفاتها
هنالك احتمالين عكس بعض
الاحتمال الاول هو استسلام الفار المؤمن للواقع وبقائه في الزواية بلا حراك ينتظر موتة المؤكد وكأنه مخدر بمادة من مواد المخدرات والتعاطي
بينما الفأر الملحد تراه يتراكض في كل ارجاء هذا الصندوق مسبباُ التعب لعضلاته والارهاق لدماغه الذي استبعد الموت بينما السقف مازال في النزول والاقتراب

لنتخيل ان هذا السقف الذي ينزل هو العمر ونهايت كل كائن حي الموت
تجد المؤمن مستسلم للموت وواثق بنهايته كون ان الموت حق
او حقيقه
حركة الفأر الملحد وفرارة في حلقات ودورانة في دوائر لا نهائية
نجدها في واقعنا الملموس
هي محاولت الاشخاص انكار الموت او الحق الذي عليهم الاقتناع بة
نجد هنالك من يعتني بصحته بطريقه مبالغه فيها
واكله بعض المواد التي يقال عنها انها مفيده ومضادة للأكسدة
وتطيل للعمر وهنالك من الاثرياء من طلب ان يتم تجميدة على ان يتم تذويبة بعد ان يتوصل العالم الى علاج جميع الامراض والاوبئة في الارض
مع اني الاحظ زيادة في الاوبئة يوماُ عن يوم وليس العكس
وهنالك من حاول صنع اله الزمن والناس التي كانت تبحث عن ينبوع الشباب أو الخلود


الاحتمال الثاني
استسلام الفأر الملحد للأمر الواقع وهو سحق السقف لة وبقائة في الركن أو الزاوية منتشياُ بنهايتة
لان الملحد لا يؤمن بحياة مابعد الموت وأنه سيذهب بعد اليوم الى المجهول او سيكون في طي النسيان وسيختفي
بينما الفأر المؤمن تجدة يركض في كل الانحاء ويدور ويصرخ ويرتطم بكل جدران هذا الصندوق المهلك
وحركت الفأر المؤمن نجدها في العالم الحقيقي خارج الصندوق القاتل
وهي الحركات التي يفعلها المؤمن من صلاة ودعاء وفرائض وطقوس
كأنة مات قبل ان يولد
او انه يجهز نفسة لرحله في عالم أخر كالشخص الذي حزم حقائبة قبل موعد السفر بساعة
فتجد حقيبتة مبعثرة وعشوائية

في النهاية التصق السقف في ارضية الصندوق جاعلاُ الفأرين لايتجاوز سمكة الواحد منهم واحد ملي متر
ولا نعلم هل استفاد المؤمن من طقوسة وصلاتة ودعائة بوقف السقف المتحرك باتجهه وجعله يتحرك في الاتجاة الاخر
ولا نعلم ايضاُ هل استفاد الملحد من مدوناته ومن (عمايلة) ومن هروبة من الموت في طريقة حلزونية وسفرة حول العالم وزيارة كل البقع وتجربة كل انواع النبيذ الفاخر والشامبين وأكلة للكافيار وتدخينة لاجود أنواع السيجار الكوبي

في ذمتي لن تجدو اكثر مني حيادية في كل المواضيع
وشكراُ